بكين (رويترز) - وجه الرئيس الامريكي جورج بوش واحدا من اقوى انتقاداته الى الصين بشأن حقوق الانسان الاربعاء قبل يومين من حفل افتتاح دورة بكين الاولمبية التي تأمل الصين في ان تظهر من خلالها وجهها الحضاري وقوتها الاقتصادية.
واخذت الجماهير المتحمسة تهتف "الاولمبياد الى الامام .. بكين الى الامام" بعدما مرت الشعلة الاولمبية وسط ميدان تيانانمين في نهاية مسيرتها التي شهدت اضطرابات كثيرة قبل حفل الافتتاح يوم الجمعة.
وفي هذا الاحتفال والذي من المقدر ان يشاهده مليار متفرج عبر شاشات التلفزيون حول العالم سيحمل عداء سوداني المولد العلم الامريكي فيما قد يكون احراجا للسودان والصين احد حلفائه.
ويؤكد بوش انه سيحضر حفل الافتتاح من اجل الرياضة وليس من اجل السياسة لكنه ينوي ان يتوقف قليلا في طريقه للاعراب عن "قلق عميق" تجاه الحريات الدينية وحقوق الانسان في الصين.
وسيقول بوش في حديث له ببانكوك الخميس بعد اصدار بعض المقتبسات مقدما " الولايات المتحدة تقف بقوة ضد احتجاز الصين للمنشقين ودعاة حقوق الانسان والنشطاء الدينيين."
واخذ حفنة من المحتجين الاجانب فرصتهم في جذب الانظار قبل ان يتحول الانتباه الى المسابقات الرياضية.
وهرعت الشرطة لاحتجاز اثنين من البريطانيين ومثلهما من الامريكيين رفعوا لافتات كتبوا عليها "حرروا التبت" على أعمدة انارة قرب استاد "عش الطائر" المعلم الاولمبي الرئيسي في بكين واوقفت الاحتجاجات العلنية الأخرى خلال اليوم.
واصبح الجو العام في بكين مثيرا للغاية بعد ان وصل بالفعل معظم الرياضيين المشاركين في الدورة البالغ عددهم الاجمالي 10500 رياضي.
وبدأت أولى المسابقات وهي كرة القدم النسائية ومن ضمن نتائج الجولة الأولى للمنافسات هزيمة المنتخب الامريكي صاحب ذهبية دورة اثينا عام 2004 بهدفين دون مقابل امام النرويج.
والخميس تنطلق مسابقة كرة القدم للرجال التي سينافس فيها لاعبون اصحاب مواهب مثل البرازيلي رونالدينيو بينما قد يغادر الارجنتيني ليونيل ميسي بكين بعدما نال ناديه برشلونة الاسباني الحق في عدم السماح له بالمشاركة.
وفي مطلع الاسبوع المقبل تبدأ منافسات السباحة التي تنتظرها الجماهير على احر من الجمر في مجمع "مكعب الماء" الجديد وهو من المعالم الاولمبية البارزة التي بنيت خصيصا لاستضافة منافسات دورة بكين.
وسيحاول السباح الامريكي مايكل فيلبس خلال هذه المنافسات تحطيم الرقم القياسي المسجل باسم مواطنه مارك سبيتز في دورة ميونيخ عام 1972 عندما اصبح اول سباح يحصد سبع ميداليات ذهبية في دورة اولمبية واحدة.
وحاول فيلبس التهوين من الامر وقال للصحفيين "انتم من تتحدثون حول الامر وليس انا."
وفي ميدان تيانانمين وهو احد معالم العاصمة الصينية الشهيرة والذي شهد عملية سحق احتجاجات الطلاب عام 1989 حمل واحد من اشهر الرياضيين في الصين وهو العملاق ياو مينج المحترف في دوري السلة الامريكي الشعلة الاولمبية.
وقال ياو لوسائل اعلام محلية "بعد اشعالها توقف ذهني عن العمل ثم اردت فقط ان انطلق بعيدا."
ورغم عدم اكتمال لياقته عقب خضوعه لعملية لعلاج كسر مضاعف في القدم سيقود ياو الفريق الصيني عندما تنطلق منافسات كرة السلة مطلع الاسبوع المقبل والتي سيحاول خلالها الفريق الامريكي الثأر لخسارته للميدالية الذهبية في دورة اثينا قبل اربع سنوات.
وارتدى اطفال قمصانا كتبت على صدرها عبارة "احب الصين" فيما لوح عمال بالاعلام بينما تناثرت الطبول والالات النحاسية في ميدان تيانانمين تحت لوحة زيتية عملاقة للزعيم الراحل ماوتسي تونج.