الموضة تواكب العصر
إن الموضة سرعان ما تتطور وتواكب العصر؛ فهي قابلة للتجديد في وقت قياسي، فلا سبيل للحديث عــــن موضة تتواصل لسنوات متتالية، بل أصبحت ضمن طيات الماضي؛ لتتشكل ملامح جديدة، و "موديلات" حديثة العهد، على كامل المستويات.
فتسريحات الشعر تتجدد مع مرور الوقت، كذلك أدوات الزينة للشاب أو الشابة، على حد السواء، مثل النظارات والساعــات اليدوية الرياضية والجينز، كل هذه الأشياء تسير على عجلة التجديد والابتكار".
طريق اختاره معظم الشباب فــي حياتهم لترويج مبدأ الاختلاف، اختلاف وتباين، وربما ثورة على عصور ولّت ومضت، شباب ابتدع الموضة والجديد، في كل شكل من أشكال حياته اليومية، ملامح يصعب قراءتها، أو فك رموزها، فرغم محاولة الاقتراب من عالم الشباب المهووس بالموضة، والتعرف على أسباب تمسكه بهذه الصرعات والتجديدات؛ فإن الأمر يصعب، ويظل التساؤل قائمًا: عن أي جمال أو جاذبية يتحدث بعض الشباب بتسريحات غريبة، وتقاليد أغرب...؟!.
إن انتشار هذه الظاهرة يعني انكباب الشاب على المظهر؛ الذي بات هاجسًا مقلقًا، والغريب في ذلك أن بعض الشباب لا يعرفون أن الجمال المستعار، أو الزينـة الظاهرية، مهما بدت جذابة، لا تعادل الجمال الحقيقي، وهو جمال الروح. ويبقى المهم ضرورة الاهتمام بالمكونـات الداخلية، من فكر وعقل وثقافة، إضافة الى الاهتمام بالشكل الخارجي، ويبقى السؤال: كيف يبني الشاب نفسه حقيقة بشكل إيجابي؟، وكيف يستفيد من طاقته وحيويته في أشياء تنفع فلا مجال لإهدار الوقت في تسريحه شعر، تضفي على المظهر غرابة أكثر مما تجمله...!.
آخر تقليعات الحلاقين
الفرق بين الإبداع والجنون.. شعرة
مسألة حيوية وأسباب غير مقنعة
إذا اقتربت من شباب الموضة لتعرف أسباب تعلقهم بهذه الصرعات، في قصّات الشعر، فقد لا تجد شيئًا مقنعًا بمعايير العقل والمنطق، لكنه من وجهة نظرهم مسألة حيوية، تكلفهم الكثير من المال والجهد، وبالتالي فهم يحصلون منهما على ما يبرر هذا الإنفاق.
أحد أصحاب قصّات الشعر الغريبة يرى أن تلك القصة تبرز جماله وأناقته، وأنه يرتاح إليها، وأنها الأكثر انتشارًا بين أصدقائه المقربين، حزمة من الأسباب قد لا تجد حيلة في تنفيذها.
نظرة المجتمع
يبدو أن مراهقي هذا الجيل بدأوا بتعدي خطوط مجتمعنا الإسلامي الحمراء؛ التي رسمت شكلا معينًا للرجل والمرأة، ربما بسبب هوسهم وإعجابهم بالنمط الشبابي الغربي؛ الذي يشاهدونه على شاشات التلفزة، من خلال الأفلام والفيديو كليبات، أما المجتمع العربي فتتباين نظرته حيال هؤلاء: فمنهم من يؤيد هذا المظهر، على أساس أنه نمط حياة جديد، يواكب الموضة، أما البعض الآخر فينتقده ويرفضه؛ لأنه تشويه لصورة البشرية.
ولكن مما لا شك فيه أن الدعاية المستمرة التي يقوم بها مصففو الشعر، وافتتاح مواقع إلكترونية تروج لهذه الموضة، يُسهمان في تعميم هذا "الستايل" كما يسمونه!.
على ذمة الراوي..
وإن كان هذا الكلام صحيحًا فما هي الأسباب لهذه الظاهرة...؟
قال صاحبي:
أقسم بالله العظيم أن جميع ما سأقوله حقيقة، ولم ولن أكذب في كل حرف أقوله:
دخلت يوم الثلاثاء، الموافق 4/ 6/ 1423هـ، إلى أحد محلات الحلاقة، في منطقة ما من مناطق وطننا الغالي، وكان أمامي شاب في مقتبل العمر، يبلغ تقريبًا 22 سنة أو 23 سنة، المهم جلس هذا الشاب على كرسي الحلاقة، وبعد أن حلق وجهه قام بحلاقة رأسه، بتسريحة غريبة، أقرب ما تكون إلى تسريحات شباب هذه الأيام (شباب الغزل)، ورواد الفيصلية والمملكة، وبعد أن أنهى له الحلاق تسريحته الغريبة قام بوضع مجموعة من المساحيق على وجهه، وكمية من الكريمات على تسريحته.. ثم نزل من كرسي الحلاقة يتهادى، بمشية تشبه مشية الفتاة، وهو ينظر إلى من حوله نظرة استهتار غريبة، كلها غرور، وحقيقة لا أدري سبب الغرور ما هو، هل هو بسبب النعومة والمياعة اللتي يتمتع بها، ولا تتمتع بها معظم الفتيات؟!.